إيـسوب الـحكـيم

إيسوب الحكيم (Aesop)
(620_560) ق.م

إيسوب احد كتاب القصص القصيرة في الحضارة الاغريقية يقال انه عاش في القرن السادس قبل الميلاد
وقد استعمل إيسوب الخرافات لتدعيم مناقشته اليومية ولحل النزاع فى الحياة السياسية واليومية.
ولد إيسوب في قرية تسمى(أمرتوم) وقد قيل انه كان عبداً لأحد الأشخاص في جزيرة ساموز الأغريقية
وهو عبد اثيوبي مشوه الخلقه افطس الانف احدب الظهر بارز البطن راسه طويل ومشوه اسمر البشرة .ولكن الجانب العقلي طغى على التشوه الجسدي.
تم عرضه للبيع مع عبدين اخرين فجاء احد السادة ويقال اسمه كزانثوس وسأل العبدين الأولين: ماذا يمكنكما أن تفعلا من اجلي ؟ فكانت الاجابة اي شىء ياسيدي
وحين عاد السؤال على إيسوب رد قائلاَ : "أنا لا استطيع ان افعل أي شيء ياسيدي ". فدهش السيد وعاد يسأل : "ولماذا؟" فقال : " أن رفيقي لم يتركا لي شيئاَ أفعله" . عاد يسأله : " لو اشتريتك هل تعدني ان تكون صالحاً واميناً "
فرد عليه أيسوب : " ساكون صالحاَ وأميناَ ، سواء اشتريتني أم لا " .
فازداد السيد اعجاباَ بذكائه وعاد يسأل : " ألن تحاول الهرب ؟ ".
فرد إيسوب : "وهل سمعت عن طائر لم يحاول الهرب من قفصه أو اخبر سيده بنيته في الهروب ؟ ". وازداد اعجاب الرجل به وعاد يطرح الأسئلة : " الا تعتقد ان الناس سيسخرون مني حين يرون هيئتك المزرية وجسمك المشوه ؟".
فرد أيسوب بكل ثقة : "إن الفيلسوف يقيم بعقله لا بجسده ". وبعد هذا الرد المفحم اشتراه كزانثوس . لكن لم يستطع تحمل لسانه اللاذع فارسله للعمل في الفلاحة .
بعد انعتاقه عمل في الحياة العامة وسافر في ارجاء البلاد راويا قصصه للناس على الطرق. وقد اعجب به الملك كروسس ليبقى في عهدته حيث رافق عدداَ من الحكماء الاغريق
وقد وجد حتفه اتناء تأديه احدى مهام الملك بتوزيع الذهب على السكان فغاظه ماراه من جشعهم ورفض ان يقسم الذهب وقرر ان يعود بالذهب الى كروسس
وفي طريق العودة طارده سكان المدينة ووضعوا في كيسه بعض الذهب المسروق دون ان يعلم هو بذلك. وعندما اكتشف الامر وظن الناس ان ايسوب قد سرق الذهب حكم عليه
بالموت برميه من مكان مرتفع
ويعد إيسوب من ابرز الأدباء الذين تركوا حكايات خالدة دخلت ذاكرة الثقافة العالمـية .وقد انتشرت حكايات ايسوب في كل انحاء العالم، وقرأتها اجيال بعد اجيال من القراء
ورغم الخرافات التي أوردها إلا أنه اعطى القصص قوة هائلة لما احتوته من العظة الأخلاقية إذ انه جعل الحكمة تسرد من فم الطيور والحيوانات وسخر الخيال للأغراض التعليمية فغرس الحكمة في النفوس من دون استخدام الكلمات الجافة والافكار المجردة. حتى ان كتب الطفل على مستوى العالم مازالت تستوحي من حكايات إيسوب قصص بلا حصر كما نُسبت اليه اساطير غير محدودة مما يدل على مدى تاثر التراث الانساني كله بشخصية عاشت قبل الميلاد بعدة قرون ومازالت ذات نفع عملي في تربية الناشئة.ولكن ليس كل ما ينسب الى إيسوب من حكايات هو من تأليفه. وهناك اسباب كثيرة تدعونا الى الاقتناع بان بعض الحكايات المنسوبة اليه ليست له. وهذا امر كثير الحدوث بان ينسب عمل لمؤلف غير مؤلفه او لمؤلف ليس له وجود اصلا. ولكن المهم هو ان الحكايات مازالت في متناول الناس في كل مكان بكل ما تحمله من حكمة وتسلية وفائدة يتمتع بها الكبير قبل الصغيرويأخذ منها العبرة ويتعلم دروساً في الحياة على الرغم من قصرالحكاية .
فبعد مضي أكثر من 2500 سنة مازالت الشعوب تروي قصة السلحفاة التي سبقت الأرنب بسبب الغرور، وقصة الأب والابن عندما ركب أحدهما الحمار فتحدث عنهما الناس بالسوء فإرضاء الناس غاية لا تدرك. ما زال الناس يذكرون بإعجاب قصة الغراب والجرة، وقصة الفأر الذي أنقذ الأسد من الشباك، وقصة الأسد والثيران الثلاثة إذ فرق الأسد بينهم ثم افترسهم. كثيرة هي القصص التي نعرفها من الصغر ولكن نجهل جذورها هي أساطير منسوبة إلى إيسوب من عهد بعيد.